الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة الكرة التونسية واللعب بـ«الأكتاف» !

نشر في  14 أوت 2014  (13:25)

قرأت تصريحا للاعب علي العابدي نُشر مؤخراً في جريدة التونسية قال فيه إن اللعب في الترجي يلزمه «أكتاف» وأشار في ذات السياق إلى أنه حارب واجتهد من أجل الحصول على مكان في التشكيلة الترجية إلا أنه ظل عجلة خامسة رغم غياب خليل شمام الذي لم يجدد عقده مع الفريق، واكّد أنه أيقن الآن أنه في حاجة أشخاص وأكتاف للحصول على فرصة اللعب.. يُذكر أن العابدي هو إبن الشبيبة القيروانية، وقع انتدابه من فريق باب سويقة قبل أن يخوض تجربة مع الملعب التونسي ويعود من جديد للترجي على أمل الحصول على فرصته كاملة واللعب في صفوفه، ويشغل العابدي خطة ظهير أيسر وقد ساهم في بقاء الفريق بالرابطة المحترفة الأولى بعد ان قدّم موسما ممتازا جعل مسؤولي شيخ الأندية التونسية يسارعون بإعادته خصوصا بعد رفض خليل شمام تجديد عقده مع ناديه.
ودون الدخول في الأسباب الحقيقية الكامنة وراء عدم منح الفرصة لهذا اللاعب ورفض إلحاقه بالقائمة الإفريقية فإن حديثه عن الأكتاف والمعارف والتدخلات يُحيلنا حتما للتوقف عند هذه الظاهرة التي أصبحت واقعا ملموسا في الكرة التونسية.
وقد عانى المنتخب الوطني في عديد المناسبات من المجاملات والأكتاف والمحاباة، وتمّت دعوة العديد من اللاعبين للإلتحاق بصفوف منتخبنا دون أن يكونوا جديرين بالإنتماء إليه وهو ما كلّفنا غاليا في مقابلات وتظاهرات رياضية نتيجة مثل هذه الممارسات والسياسات التي تواجدت أيضاً ولا تزال في النوادي الرياضية، حيث كثيرا ما تتحكّم المصالح والمآرب الشخصية في عمليات الانتدابات وغالبا ما يسعى المسؤول أو المدرب إلى فرض اللاعب الذي كان وراء انتدابه في التشكيلة الأساسية مهما كان تواضع مستواه ومهما تعددت أخطائه إلى درجة تدهورت فيها العلاقات بين رئيس النادي والمدرب إلى أدنى درجاتها، نتيجة تداخل الأدوار وتضارب المصالح..
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد بل وصل إلى حد الأصناف الشابة التي دمّروها بمثل هذه الممارسات أو ما يسمى بالأكتاف والمحاباة، وقد سمعنا كيف أصبحت عملية انتدابات اللاعبين الشبان تخضع للرشاوي والهدايا التي يقدمها الأولياء وكيف يقصى العديد من اللاعبين الشبان الممتازين من التشكيلة الأساسية ويحلّ مكانهم آخرون فُرضوا فرضا عن طريق المال والجاه وبقية الممارسات التي تحدثنا عنها.
إن الحديث عن هذه الظاهرة المستفحلة في كرتنا يتطلّب عشرات الصفحات والبرامج الرياضية الحوارية لتسليط الأضواء عليها ودراستها للوقوف على أسبابها ومحاولة محاصرتها حفاظا على مستقبل كرتنا التي غرقت في المشاكل المالية والتسييرية والفنية.. وكم كنت أتمنى لو بادرت الجامعة التونسية لكرة القدم بتنظيم ملتقى وطني بمشاركة الفنيين والمسيرين والإعلاميين المختصين لتناول هذا الموضوع من جميع جوانبه بحضور علماء الإجتماع لإنقاذ كرتنا وإعادة الأمور إلى نصابها حتّى لا يتعرّض اللاعبون الشبان إلى الظلم وحتّى لا يشعروا بالقهر نتيجة هذه الممارسات التي ستؤثر حتما على سلوكياتهم ونفسيتهم وحتّى على انتمائهم وعلاقتهم بوطنهم..
إن التوقف على مشاكل الكرة التونسية واستعراضها في كل مناسبة يهدف أساسا إلى لفت أنظار القائمين عليها ويدخل في إطار الدور الذي يجب أن يلعبه الإعلام الرياضي التي يتحمّل مسؤولية كشف العيوب والتنبيه للأخطاء إن وجدت واقتراح الحلول إن أمكن ذلك..
فهل يتحرّك أولي الأمر أم ستبقى دار لقمان على حالها وتكون الرياضة أرضية خصبة ليرتع فيها كل من هب ودب ولتتحقق فيها المكاسب والمنافع الشخصية وتتحوّل إلى سوق سوداء تمارس فيها كل المحظورات والممنوعات؟!

بقلم: عادل بوهلال